3 - التوقف عن اللوم بـ ( تحمل المسؤولية الكاملة )
إنه (( اللوم )) قد نلوم المجتمع على الوضع الإقتصادى السئ ، و نلوم العائلة على عاداتنا الخاطئة ، و نلوم الأسرة على مستوانا الثقافى و التعليمى ، و نلوم الأصدقاء على تأخرنا الدراسى ، و نلوم الزملاء على تعثر العمل ، و نلوم حالة الطقس على التسبب فى كسلنا و إصابتنا بالخمول ، بل قد تصطدم قدمكِ أثناء السير بزاوية السرير فتشعرين برغبة فى ركله , و يسايرك سؤال ينم عن سخط و لوم / ماذا يفعل هذا الشئ الغبى هنا ؟؟؟ على الرغم من أن مكان السرير لم يتغير منذ 10 سنوات هههههههه ^_^
إنه داء لم ينجو منه أحد و كأنه ثقافة إجتماعية توارثناها منذ الصغر بأن أسرع وسيلة للهروب هو إلقاء اللوم على أقرب شخص بالجوار ☺
و على الرغم من الأمر يبدو شئ بسيط فى مرحلة الطفولة و قد لا يلتفت إليه الأباء كثيراً إلا أن تعمق هذا السلوك فى الشخصية يتسبب فى أضرار لا حصر لها , فإلقاء اللوم على الآخرين هو مرادف للسلبية و ضعف الشخصية .
التعرض للإخفاق فى أمر ما هو خطوة لابد منها لتعلم الصواب , لكن اللوم يحول التجربة من سبيل لبناء خبرة و معرفة إلى سلسلة لا تنتهى من الفشل و الضعف :(
(( العلاقة بين اللوم و ضعف تقدير الذات ))
اللوم هو إلقاء مسؤولية الأخطاء التى نرتكبها على الآخرين و بدلاً من المواجهة و البحث عن أسباب و دوافع الخطأ لعدم تكرارها , ينحرف رد الفعل إلى تقمص دور الضحية المظلومة التى تنتظر الشفقة و التعاطف من الآخرين .
فى البداية قد تشعر الشخصية اللوامة بقليل من تأنيب الضمير أو انها ساهمت بدور فرعى فى المشكلة لكن مع الوقت تصبح بارعة فى اللوم و كأن برمجتها العقلية صارت :
(( إن نجحت فهذه أنا و إن أخطأت فهو ذنب الآخرين و أنا بريئة !! ))
قد يختفى الشعور بالذنب عند وجود شخص يتحمل العواقب بالنيابة عنكِ , و لكن مع غياب الشعور بالمسؤولية تضعف القدرة على إتخاذ القرارات و التصرف بحكمة دون تردد , فالأمر الجيد حين نتعثر فى الطريق و نواجه العقبات هو قدرتنا على بناء جدار صلب من الثقة بالنفس و القيادة الذاتيه بتحمل نتائج أفعالنا و هذا ما لا يتوفر عند الشخصية اللوامة , فهى ببساطة شخصية سلمت دفة حياتها للظروف و تخلت عن دورها فى بناء حياتها خوفاً من النقد .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
(( التخلص من لوم الآخرين على الماضى ))

♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
(( من المتضرر أنتِ أم هم ؟؟؟ ))
*** يمكن تقسيم الأشخاص الواقع عليهم اللوم إلى فريقين :-
الفريق الأول أخطأ بدافع الحب :
.jpg)
الفريق الثانى أخطأ بدافع الظلم :
يتكون هذا الفريق من أطراف خارجية , قد تكون زميلة تسببت فى أذى لكِ أو شخص بغى عليكِ أو تسبب فى حرمانكِ من وظيفة تستحقينها أو ................

فالنظر للوراء و البحث عن شماعة تعلقين عليها تأخرك هو هدر للعمر و السماح له بالتأثير عليكِ لا يتم إلا بإذنك .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
*** و ليكن شعار سباق اليوم :-
(( اللوم يقضى على كل فرصة لتحسين الحاضر و المستقبل )) .
(( الفرض المنزلى ☺☺☺))
(1) أكتبى قائمة بالأمور التى لطالما شعرتى باللوم تجاه الآخرين لتعرضكِ لها , سواء فى طفولتك أو مراهقتك و حتى هذه اللحظة .
(2) قسمى و بصدق هذه الأمور إلى قسمين :-
- القسم الأول : أمور لم يكن لكِ سلطة أوقدرة على تغييرها , و لا توجد فرصة لإصلاحها فهى ماضى لا تحتاجين إليه فى حاضركِ مثل ( سلوكيات فترة الطفولة / تعليمك / الضغوط الخارجية / تعرضك لحادث / إصابتك بمرض / .............. و غيرها من الأحداث .
- القسم الثانى : أمور لكِ دور فى حدوثها أو على الأقل لم يفت الأوان على تغييرها أو تحسينها مثل ( سماتك الشخصية / مستوى تعليمك / تدينكِ و عبادتكِ / عاداتك الغذائية / ........... و غيرها من الأحداث .
(3) قومى بعمل تطهير عاطفى بالتخلص التام من مشاعر القسم الأول بإستخدام قوة التسامح ( إضغطى هنا ) .
(4) أما القسم الثانى حيث يمكن تدارك الأمر فواجبكِ تجاه نفسك أن تكتبى الحل الأمثل وفقاً لظروفك الحالية لتعويض ما فات , مثلاً // التخلص من عاداتك السلوكية الخاطئة بالتدريج و المتابعة / بدأ الإلتزام بالصلوات و حضور دروس دينية أو الإستماع لمواد صوتية / الإلتزام بنظام غذائى يتناسب مع حالتكِ الصحية / ...............
(5) إبدأى فى رسم معالم شخصيتكِ التى تشعركِ بالرضا و النجاح , و ليكن إرضاء الله عز و جل و الإلتزام بأوامره هو الضابط لقرارتكِ و ليس الخوف من نقد الآخرين .
اخرجى من نفق اللوم و الضعف و الإخفاق بتخلصكِ من تبعات لوم الماضى و منع ظهورها فى حاضركِ أو مستقبلك , الشعور بالإستقلال و حرية القرار هو مطلب إنسانى يدعم الثقة بالنفس و يدفع الإنسان لإظهار أفضل ما لديه ليحقق ذاته , و هو ما ستشعرين به عندما تتوقفين عن اللوم و تمسكين بزمام الأمور دون تبرير بظروف أو إسقاط النتائج على الآخرين .

يتبع بإذن الله ......
ألقاكن على خير ☺ دمتم فى رعايه الله و حفظه ♥♥♥
تأليف : أ / نسمة النادى .
للتواصل معي عبر :- facebook & twitter
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق