لتكونى ملكه لابد أن يفوح عبق نجاحك فى كل مكان ,معا نستكشف سعادتك فى أمور الحياه اليوميه.

Translate

الثلاثاء، 11 مارس 2014

العنف الزوجى و علاقتة بهوس الحب .




صوت ضعيف يجسد حزن عميق
همسات جريح يعجز عن النطق
نظرة مليئة بالشجن و الكآبة
عيون تملأها دموع متحجرة ترفض النزول
أخذت تنظر إلى فى تردد ، هل تتكلم أم تبقى على الألم حبيس قلبها ؟
فهى تحاول تجاهله لكن بلا فائده فهو يطاردها 
فى كل مكان و أى موقف يذكرها بما حدث ...
لا يشترط أن تتعرضي لنفس التجربة لتستشعرى مرارة الألم ، فلكل إنسان صفحة من الماضى يتمنى حذفها و نسيان تفاصيلها ، تختلف الأسباب و يبقى شعور الوجع و الإنكسار رفيق كل تجربة سلبية :(

" نهي خرجت من تجربة مريرة و عانت من مشاعر حزن عميقة هزة كيانها ، بدأ الأمر بحالة من السخط و الغضب الشديد على كل شئ و كل شخص تربطة علاقة من قريب أو بعيد بطليقها .
حاله من الغضب العارم تحولت إلى إكتآب شديد و إعراض عن الأكل و الشرب ، دموع لا تتوقف ، عصبية لأتفه الأسباب ، عزلة إرادية عن كل من حولها ، و كأنها تعبر عن زهولها و عدم تقبلها لما حدث بتعمد الهروب من الواقع إستمرت على هذه الحالة شهر دون أى تحسن فى الحالة النفسية أو المزاجية ، تدهور صحتها جعلها طريحة الفراش تفضل الموت عن مواجهة الحقيقة المريرة "

نهى ليست سوى نموذج يتكرر كل يوم فى المئات فى العائلات ، نجد صورة من هوس الحب ، تصل مشاعر المرأة لدرجة تحمل الأذى الجسدى و النفسى بلا حراك ، تقبل الإهانة و المعاملة التى لا تليق فى مقابل البقاء على رضا زوجها الحبيب !!!

حتى تتحول الإهانة و التعدى من سلوك مرفوض إلى عادة فى تعامل الزوج مع زوجتة بلا  مراقبة لله عز وجل و لا مراعاة لحقوق الزوجة المستضعفة ، تتفاقم المشكلة و يصل للضرب والعنف على أمور لا تستحق مما أدى إلى فقدان للوعى و نزيف ، خاف الزوج من المسؤولية فألقى بها جسد هامد عند أقرب مستشفى و أبلغ أهلها و فر خوفاً من المواجهه ، فأصر الأهل على طلاق إبنتهم و تدخل الكثير لمحاولة الصلح لكن دوافع الأهل و خوفهم على حياة إبنتهم كانت أقوى فهذه ليست المرة الأولى التى تؤذى فيها إبنتهم و تعامل بلا رحمة من زوجها الذى تجرد من الإنسانية مستغلاً سذاجة و غباء إمرأة أحبت بلا حدود و أعطت بلا ضوابط حتى خسرت كل شئ .
طلاق و هدم أسرة و تربية أبناء فى وسط من النزاعات و الضغوط من الطرفين و السبب هو جهل أبسط معايير الحب السليم الذى يحفظ كيان و ترابط الأسرة .....

هذه الحكاية بإختصار التى سمعتها من نهى قصتها بدموعها قبل كلماتها ، شجن و حزن عميق ، نغمة تمزج مشاعر حب و كره فى آن واحد ، للحظة توقعت أنها تتمنى أن تنتقم منه و فى التى تليها شعرت بفيض من الأشواق و الحنين لهذا الزوج الظالم، بل و تبرر تصرفاته بعذر أنه عصبي لكنه طيب  !!!

                         ♥

الحب السليم هو حب يخضع لإحترام الذات أولاً  ثم إحترام و تقبل الطرف الثانى ، فالزوجة التى تحب و تحترم و تقدر نفسها تتقن التعبير عن الحب بما يحافظ على محبوبها ويحفظ مكانتها لديه ، أما الزوجة التى تحب زوجها بلا تقدير و لا حب لنفسها فهى سرعان ما تخسر مكانتها عند الزوج و تفقد عزتها و تقبلها لنفسها و تتحول من زوجة لها حقوق و واجبات إلى زوجة تفتقر إلى الإهتمام و تنتظر نظرة حب أو شفقة تعيد إليها الحياة و تشعرها بقيمة لوجودها !!!
هل يحول الحب الحياة الى جحيم ؟ 
أم يفترض أن يصنع جنة من السعادة الأسرية ؟
من المسؤول عن حالات العنف و الإهانة التى تتعرض لها الكثير من النساء كل يوم ؟
و بفرض أن الزوج تربى بشكل غير سوى على العنف و العصبية فكيف تتعامل معة الزوجة الذكية لتقويم سلوكه ؟؟؟

لا خلاف على أن الإختيار السليم يوفر الكثير من المشاكل و الصدامات التى تتولد من سوء الطباع و التفاجأ من الطباع الخفية التى لم نتحقق منها بحرص فى فترة الخطوبة ، لكن فى حالة حدوث الزواج كيف يمكن التعامل مع الأمر ؟؟؟
الزوجة  تستطيع تقويم سلوك زوجها للأفضل أو تركه يهبط للأسوء فالأمر يتطلب ذكاء فى التعامل و وضع إطار محدد يضبط العلاقة و يحميها من العنف ، و خطوط حمراء لا يتجاوزها الزوج مهما حصل ...

                             ♥


 جس النبض و مراقبة رد الفعل ! 

مهما ساءت طباع الرجل فرد فعل المرأة هو المؤشر الذى ينبهه للتوقف و التراجع أو التمادى فى الخطأ بلا قيود !
فالزوج لا يبدأ الأمر بضرب مبرح أو إهانة لفظية جارحة لانه يخاف أن يكون رد الفعل قوى من الزوجة فيخسرها و يهدم بيته و هو فى البداية ، بل يبدأ بضربة بسيطة أو إهانة لفظية و يراقب عن كثب رد فعل زوجته و مدى تقبلها للأمر و هنا يأتى التباين فى ردود الأفعال  .......


 الزوجة الذكية  

لا تسمح بمرور الأمر بسلام و أيضاً لا تشعل فتيل الحرب على زوجها ، بل تغضب فى دلال و تبتعد عنه بصمت لفترة وجيزة دون أى جدال ( حتى لا تخسر حقها ) فيدرك مدى خطأه و يسعى لصلحها و يقدم الأعذار و الأسف و هنا تضع الزوجة بنود الإحترام المتبادل بينها و بين زوجها ، و تستنكر فعله ( و ليس شخصه ) و أن هذا التصرف جرحها فهى لم تعتاد على هذه المعاملة ، ثم لا تقبل الصلح فى نفس الجلسة بل تتعامل بطريقة عادية و لكن بدون ضحك و كأن الأمر لازال يؤثر على نفسيتها و تظل يومين على هذه الحالة حتى تستشعر إقتراب الملل من الزوج ، فتقبل الصلح و تعود لطبيعتها .


(( بهذه الطريقة تبرمج الزوجة حدود غضب الزوج فى تعامله فهو يدرك أنها لا تقبل بالإهانة ، فكيف لو فكر فى الضرب ؟! ))


 الزوجة الغبية  

تظن أن تقبل إهانة الزوج بصدر رحب دليل على حبها و صبرها عليه بل و تعود لتتكلم معه و تضحك ( بدون حاجة للإعتذار ) ، و لو حاول الزوج أن يتأسف فيجدها تتعجب من تصرفه ، فما حدث لم يشغل بالها أصلاً !!!
(( بهذه الطريقة يعرف الزوج أن زوجته تحبه لدرجة الذل و لا حاجة للخوف من رد فعلها أو مراعاة ضوابط فى معاملتها ، و يبدأ فى التدرج من لفظ جارح إلى ضربه عادية ثم عنف و إهانة و قد لا يأبه بوجود الغرباء ، فزوجته لا كرامه لها و لا بأس بإظهار قوته و تفاخره أمام أقرانه بأنه سى السيد :(
أعلم أن الزوجة تحاول الحفاظ على زوجها بالصبر و التحمل الشديد و لكن للأسف هى تهدم كل معانى الحب و تقضى على الإحترام و التقدير فى قلب زوجها ، حتى لو إفترضنا فى نسبة قليلة جداً أن الزوج سيستيقظ ضميره و يشعر بالذنب تجاهها فأقصى ما سيقدمه هو التوقف عن سوء المعاملة ، لكنه لن ينظر إليها كزوجة تستحق الحب و التقدير ))



  الحب و التضحية !  

التضحية المرتبطة بالحب و الوفاء هى التضحية بمشاطرته الأعباء أو تحمل صعوبة المعيشة أو تحمل مرض الزوج أو الصبر علي ضعف المستوى المادى أو الوقوف إلى جانبة فى الأزمات بالدعم الكامل و المؤازرة .......... الخ الخ
أما التضحية بتحمل الإهانة و العنف و الأذى فهذا لا علاقة له بالحب أو التضحية إنما هو ترجمة عملية للبحث عن الذات و تبرير ضعفها بصيغة مقبولة ( هوس الحب ) .


ما تفعلة الزوجة عند تجاهل أعراض العنف الزوجى ظناً منها أنها تتحمل و تبرهن عن حبها هو دليل واضح على ضعف ثقتها فى نفسها و قلة تقديرها لكيانها ، و للأسف ما تقدمة من تضحيات وهمية ينبت فى قلبها نقاط سوداء تبذر الكره و الحقد الخفى على الزوج و تخنق مشاعر الحب و الود تدريجياً حتى تقتله ، و تستمر الزوجة فى الضغط على نفسها حتى تصل لمرحلة اللاعودة حيث ينفجر بركان من الغضب و السخط على كل شئ ، تعود هذه المعاملة بأسوء مردود على الجميع , فالزوجة ( تشعر بالحرمان و الإهانة ) و الزوج ( يشعر بفقدان الحب و التعامل مع أنثى تكسب وده و تشغل تفكيره  ) و الأبناء ( يعانون من جو أسرى مشحون بالسلبية و البغض ) ، لا مردود لهذه السلبية سوى التفكك الأسرى و الحرمان العاطفى لجميع الأفراد !!!


                               ♥


لا يهم ما فات ، فمن عجائب العقل البشرى أن برمجتة قابلة للتعديل و التغيير ، فيمكنك تقويم علاقتك بزوجك و إستعادة مشاعر الحب و الإحترام من جديد ، لكن قبل تعديل سلوكيات زوجك تحتاجين لتغيير نظرتك لنفسك و تقبلها بحب حتى ينعكس إحترامك لذاتك فى معاملتك لزوجك .

و هذه الخطوات تساعدك على تقويم سلوكيات زوجك بسهولة و بطء :-

♥ أعيدى بناء ثقتك بنفسك و قدريها ، توقفى عن النقد و التقليل من قدر نفسك و ثقى بأن زوجك يراك بنفس النظرة التى تنظرين بها لنفسك فمهما حاولتى الظهور بشخصية قوية و جذابة مع إخفاءك للنقص بداخلك سيفتضح سلوكك فى عيون زوجك ، فالأساس لحسن المعاملة و التقدير يبدأ من داخلك ليشع بسعادة و ثقة ظاهرياً .

 التغيير لابد أن يتم بشكل جوهرى و لكن ببطء و بخطوات مدروسة لضمان أفضل تأثير فى مشاعر الزوج و سلوكياته .


 إرسلى رسائل غير مباشرة ( عن قصة سمعتها أو موقف قُص عليك عن العنف الزوجى و ردى بنقض الزوجة صاحبة القصة بأنها سلبية و تهين نفسها ، و أنكِ لو كنتِ مكانها لما قبلت بمثل هذه المعاملة بتاتاً ).

♥ إنتقدى العنف أو المعاملة التى ترفضيها ( من تحت لتحت ) بمدح خُلق زوجك و طيب معاملته و أنه ليس كبعض الرجال الذين لا يتمتعون بالدين و الخلق .

 إستخدمى الإستحسان و المدح و الثناء عليه و تجنبى النقد و الغضب ، فسلاح المرأة الذكية فى قوة أنوثتها و مرونة تعاملها و إستغلال معرفتها بمزايا و عيوب زوجها لتقوم سلوكه و تعدله للأفضل دون تجريح أو مواجهه .

الصلاة و الدعاء من أقوى أسباب التغيير التى تفعل ما يعجز العقل عن تصديقه ، فقلب و ناصية زوجك بيد الرحمن ، فأصدقى اللجوء إلى الله عز و جل بالدعاء و التصدق بنية هداية زوجك و إصلاح ذات بينكم .

الحب بذكاء و عقل و إدراك و أنوثة يضمن إقامة حياة سعيدة و سوية تنبت مشاعر التناغم و الإنسجام ، و تحيط الأبناء بالأمان و الراحة و السعادة التى تنسجها مشاعر التفاهم بين الوالدين ، تغلبى على ضعفك و إستسلامك لواقع مرير ، و لا تحرمى نفسك و زوجك و أبناءك من الحياة السعيدة التى يجب أن تكونوا عليها .




أنت المؤلفة و الكاتبة لقصة حياتك ، فإرسمى القصة بأدق التفاصيل التى تعبر عنك و تكفل لكِ السعادة و الإشباع ، لا تدعى عمرك يمر وفق الظروف الخارجية أو حسب إتجاه الرياح .
لا تقبلى بمعاملة لا تليق بدعوى الحب و التحمل ، فمن تقبل بالإهانة دون سعى و أخذ بالأسباب لتعديل السلوكيات السلبية فهى تقتل الحب و تدمر الترابط الذى لا يتأتى سوى من نفوس متسامحة و مشبعة بالحب و التقبل ، أما من تحب زوجها بصدق
فهى تبذل جهدها فى إسعاده و إسعاد نفسها معه حتى تندمج مشاعرهما فى علاقة يغلفها الحب و الرضا و الإحترام
فتسعد الأسرة بأكملها بدفء المودة و الرحمة التى 
تنمو بتقوى الله عز و جل و السير على خطى الحبيب صلى الله عليه و سلم .



 ألقاكن على خير ☺ دمتم فى رعايه الله و حفظه ♥♥♥.
             
                                                       
   


                                                 تأليف : أ / نسمة النادى .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق