2 - الخروج من حيز الأمان بـ ( التغلب على الخوف )
فى عصر التكنولوجيا تتزايد الضغوط و المتطلبات و يصيب الكثيرون حالة من الخوف و القلق تؤدى لأمراض لا حصر لها تصيب الروح و الجسد و تهاجم الطموح فتحوله لحالة من الجمود , و لأن المرأة تميل إلى التفكير العاطفى بصورة أكبر من الرجل, نجد الشعور بالخوف يتملكها بصورة مزمنة , الخوف من المستقبل , الخوف على الآخرين , الخوف من التغيير , الخوف من الفشل , الخوف من فقدان الوظيفة , الخوف من الوحدة , الخوف من المرض , ............... الخ الخ
و كرد فعل تلقائى لطبيعة المرأة التى إعتادت على العطاء فهى تحاول بذل المزيد من التضحيات بالضغط على نفسها بدافع توفير الآمان للآخرين فى حين أنها فى أعماقها فى أمس الحاجة للشعور بالطمأنينة و الرعاية و تنتظر بشغف أن ترى مقابل ما تقدمه بالمثل و لكن بلا فائدة ( فالرجل لا يدرك متطلبات المرأة بدون توضيح و طلب مباشر أما أن تتوقع أن يفك شفرات تصرفاتها و يستنتج من تلقاء نفسه إحتياجاتها فهذا شبة مستحيل ) .
و كلما كبرت الفتاة كبر معها الشعور بالخوف مع تعاظم المسؤوليات تتشعب المشاعر و تتعقد المخاوف , تتوهم المرأة أن الركون فى حيز الأمان حيث الروتين الملل و الأعمال العادية التى يفترض عليها القيام بها كواجب هو السبيل لإشباع حاجتها للأمان و الضمان و للأسف تحاول أن تقنع نفسها بهذا المبدأ و تفنى سنوات من عمرها و هى تصارع شعور داخلى ينبأها أن ما تقوم به لا يكفى !!!
و تتسائل فى لحظات السكون , هل هذا ما أريده حقاً ؟
و بدلاً من البحث بعمق عما تفقده تشرع فى تقديم المزيد و المزيد , فتستنفذ طاقتها دون أن تشعر بالأمان و الرضا عن الذات :(
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
* إليكِ بعض الأمثلة التى تجسد الخوف على أرض الواقع :-
.jpg)
- الخوف من الطلاق : تقدم الزوجة التنازلات و تقبل الإهانة و العنف خوفاً من الطلاق فتعيش بلا روح حياة لا تُرضى إنسانيتها فضلاً عن أنوثتها و رغباتها .
- الخوف من فقدان الوظيفة : تتقبل المرأة القيام بأعمال إضافية تثقل كاهلها خوفاً من طردها من العمل .
- الخوف من تحقيق الذات : تخشى المرأة البوح بأحلامها ( فى التعليم أو ممارسة هواية أو حرفة يدوية تحبها ) و إتخاذ خطوات فى سبيل تحقيقها حتى لا تتعرض للسخرية و الإتهام بالأنانية أو التُقصير فى واجباتها كزوجة و أم ( بالرغم من أنه مع قليل من التخطيط يمكنها القيام بكافة الأمور و بكفاءة أعلى و نفسية أفضل ) .
- الخوف من المستقبل :
تقلق من الغد و تخاف من المستقبل بكل ما يحملة من مفاجأت و أغلب التوقعات هى أفكار غير سارة , فتحمل هموم ربما لن تحدث و تشرع فى البحث عن سبل الحماية التى تشكل المزيد من الضغوط على حاضرها و تسلبها الإستمتاع بما لديها اليوم .
- الخوف من النجاح و التميز : الغالبية تخاف من النجاح أكثر من الفشل , لأن النجاح يضعها فى دائرة الضوء و يكلفها بالمزيد من الجهد للمحافظة على ما وصلت إليه ( و النفس تألف الراحة و السكون ) , أما الفشل فأمره هين و كأنها تُرضى ضميرها بأن خاضت التجربة و لكنها لم تنجح فتعود بهدوء إلى سابق عهدها .
- الخوف من خسارة العلاقات : تتحمل الكثير من الضغوط التى تتخطى قدرتها و تتحامل على نفسها خوفاً من قول كلمة (( لا أستطيع )) و كأن هذه الكلمة تهدم صورتها اللطيفة التى لا تمانع خدمت الآخرين و لو على حساب صحتها .

و هكذا ....... نجد الكثير من دروب الخوف التى نسلكها بدون وعى وفقاً لما تبرمجنا عليه من المجتمع و الأهل تحت مبدأ (( أن دور المرأة الأساسى هو إسعاد الآخرين )) دون تطرق لحقها فى إسعاد نفسها أو تحقيق طموحها بترك أثر إيجابى فى هذه الحياة !
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
(( إستخدمى إمكانياتك بصورة أفضل ))

و يسهل عليها الأمر أن تدرك أن عنايتها بنفسها و إشباع إحتياجاتها و إتخاذ خطوات فعليه نحو بناء ذاتها ( بالتعرف على ما تحسنه و يشعرها بالسعادة و الأمان ) يعود بالنفع و الفائدة على الجميع , فتقديم المساعدة للأخرين مع الشعور بالرضا عن الذات أجمل و أنفع من تقديم المساعدة بروح يائسة كواجب يحتمه عليها دورها الإجتماعى .
يمكن القيام بذلك بإعتبار( ذاتها ) فرد من العائلة يحتاج للرعاية كباقى الأفراد , و تستغل قدرتها على الإحتمال بتسليط القليل من الضوء على هذا الفرد الضعيف لتأمينه من الخوف بأنواعه .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
(( تعديل بسيط بفائدة مضاعفة ! ))
- كيف سيكون شعورك بعد 20 عام من اليوم ؟؟؟

تعليم ثم زواج فإنجاب و يستمر شريط الحياة دون إلتفات لحقيقة ذاتك و بصمتك فى هذه الحياة و ينتهى الأمر بهرم ثم ممات :(
(( حياة عادية لإمرأة عادية فى زمن صار الخوف من التغيير هو العادى !!! ))
خلقنا الله عز وجل لعبادته و أعطانا من الهبات و القدرات المتباينة التى تعكس ملكات و طرق مختلفة فى هذه الحياة , فلماذا تعيشين على نهج فلانة و علانة ممن إكتفين بمهام زوجة و أم ثم تهدر طاقتها باقى اليوم فى لغو و فراغ أمام الشاشات ؟؟؟
أتعلمين أن الكثير منهن تموت و لم تتعرف على ما حباها الله من قدرات و لم تنفع أحد بحياتها و لا بعد موتها بصدقة أو غرس طيب و كل هذا بفعل ((( الخوف ))) .
- يمكنك القيام بما هو أقصى من ذلك بالتغلب على خوفك , تعيشين اليوم بأقصى إستفاده دون إلتفات إلى ماضى لا يمكن تغييره أو مستقبل لا تدرى ما يحمله لكِ , لكن كيفية إستغلالكِ للحاضر تُبشر بملامح المستقبل ☺ .
*** و ليكن شعار سباق اليوم :-
" الذي يعوق معظم الناس عن تسجيل إنجازات جيدة ليس العقبات الكبرى التي يواجهونها في طريقهم، وإنما التردد والخوف من الانطلاق."
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
(( الفرض المنزلى ☺☺☺))
.jpg)
2 - إجلسى مع نفسك و فكرى بهدوء و بصراحة فى أكثر المخاوف التى تسكن أعماق قلبك , أكتبى قائمة بكل هذه المخاوف بشكل محدد و مختصر قدر الإمكان ( لا يهم طول القائمة فعلاج هذه المخاوف هو الطريق للسعادة و التقدير ) .
3 - أكتبى أمام كل خوف ما السبب الذى يدفعك للشعور بالخوف و فى الخانة الأخيرة أكتبى عكس أسباب خوفك بصورة إيجابية .
أمثلة للتوضيح :-
(1) أخاف من الفشل / لأن ليس لدى الخبرات اللازمة للنجاح / لدى الخبرات و أستطيع النجاح
(2) أخاف من الطلاق / لأن زوجى لا يحبنى و يهددنى بالطلاق / زوجى يحبنى ويقدرنى
(3) أخاف من العنوسة / لأنى نحيفة و... / أنا جميلة و مميزة و زواجى رزق
(4) أخاف من الإقدام على التعليم/ لأنى كبرت/ سأتقن لغة ---
و هكذا ستجدين أن أغلب مخاوفك أمور لا تستند على حقائق بل هى أوهام و توقعات سلبية يمكن التخلص منها بتعديل البرمجة السلبية القديمة و إبدالها بأخرى أكثر قوة و إيجابية تعزز ثقتك بنفسك و تعينكٍ على بلوغ أهدافك ☺
4 - القائمة الإيجابية ( حقائق الواقع فى الخانة الثالثة ) هى البرمجة التى يجب عليك تكرارها بصورة يومية حتى تصبح إعتقاد راسخ بداخلك و مع نمو الإعتقادات الإيجابية تضمر و تتلاشى المخاوف السلبية و يقوى تقديرك لذتك .
و أخيراً , الخوف شعور يشترك فيه البشر أجمع , لكن الفارق الوحيد بين الإنسان الذى يحظى بتقدير عالى للذات و آخر ضعيف هو التحلى بالشجاعة لمواجهة المخاوف و التغلب عليها بالعزيمة و الإرادة , تغلبى على مخاوفك لتسمحى لأحلامك بالخروج إلى أرض الواقع ☺
يتبع بإذن الله ......
ألقاكن على خير ☺ دمتم فى رعايه الله و حفظه ♥♥♥.
تأليف : أ / نسمة النادى .
للتواصل معي عبر :- facebook & twitter
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق