
لا تستهينِ بقدر الكلمه فبكلمه تدخل الدين( الشهاده ) و بكلمه تخرج من الدين ( الكفر ) , و بكلمه ترفعك فى أعلى درجات الجنه و بأخرى تهوى بك فى قعر النار .
راقبِ كلماتك قبل النطق بها فهى كالسهم عند خروجها لا يمكن أن تعود ولن يفيد الندم أو الإعتذار , فربما تنطق الكلمه لا تلقى لها بالاً تكسر قلب إنسان و تصيبه باليأس من حاله . فجروح الجسد تُعالج و تُداويها الأيام أما جروح القلب فتبقى و قد لا تمحى طوال العمر .
فأخبره الحكيم أنه سيساعده بشرط تنفيذ الخطوات و الإلتزام بها لأن العلاج سيتطلب شهر بدون إنقطاع .
وافق الشاب على الإلتزام بتعليمات الحكيم .
طلب منه الحكيم : أن يحضر كميه من المسامير و يبحث عن أبعد جدار فى فناء المنزل ليكون أساس للمتابعه .

فكرر عليه الطلب : لقد جئتك للتخلص من العصبيه و تقويم لسانى الجارح و ليس لأخذ دروس فى النجاره !!!
أخبره أن خطوات العلاج ,أنه كلما غضب و تعصب على شخص ما يذهب بدون تأخير للجدار و يدق به مسمار , وكلما تحكم فى غضبه يجمع عدد الموقف التى كظم غيظه فيها و يذهب للحائط فى أخر اليوم و يزيل بعددها من المسامير المدقوقه مسبقاً .
ذهب الشاب و بدأ فى تنفيذ كلام الحكيم و كلما هم بإظهار غضبه تذكر الحائط و بُعد المسافه و شعر أن تحكمه فى غضبه أسهل من ذهابه و إيابه , مرة بعد مرة أصبح الحائط خالى من المسامير بسبب نزعه لها كلما أحسن التصرف و بعد مرور شهر , كان قد تعلم كيف يكظم غيظه و يتحكم فى أعصابه إلى حد كبير .

أخذ الحكيم بيديه و ذهبا معاً لرؤية الحائط ....
سأله الحكيم : ماذا ترى أمامك ؟ هل عاد الحائط لسابق عهده ؟
رد الشاب: لا , فالحائط به الكثير من الثقوب .
الحكــــــيم : هذا الأثر للمسامير على الرغم من إنتزاعك لها إلا أن أثرها لم يزول , و كذلك الكلام الجارح قد تعتذر و تحاول إصلاح ما صدر منك و لكن أثر كلماتك تبقى ندوب فى القلوب يصعب مداواتها ...... ))
للأسف الكلمات الجارحه تخزن فى ملفات العقل و عند تذكر الموقف المؤلم أو التفكير فى الكلمه الجارحه يصاحبها إرتفاع نسبة الأدرينالين و ضغط الدم و تزداد ضربات القلب فتعود نفس المشاعر السلبيه كما لو كان الحدث وليد اللحظه !!!.

(1) قام باحثون بتجربه و طلبوا من عينة البحث، أن يكتبوا عن تجاربهم المؤلمة البدنية والعاطفية ثم يجرى لهم اختبار ذهني صعب بعد كتابة تلك التجارب بوقت قصير.والمبدأ الأساسي الذي اعتمدت عليه الدراسة أنه كلما كانت التجربة التي تذكرها الطالب أكثر إيلاما كلما كان أداؤه في الاختبار أسوأ. وكانت النتائج أفضل لدى تذكر تجارب الألم البدني عن الألم العاطفي.
وقال الباحث ( شينسينج زين ) :
" إنه من الصعب إحياء ذكرى الألم
البدني مقارنة بالألم العاطفي والاجتماعي ".
أم هى المره الأولى و الأخيره ؟
فما أجمل أن تجعلِ ذكراك فى ذهنـــــه هو كلمــاتك الطيبه و وجهــك الباسم !؟

كل إنسان بداخله خير كثير و لكن قليل من البشر من يتقن فن إخراج أجمل ما فى النفوس , ليس عليك أن تكذب و تتملق و لكن فقط بحسن الظن و التعزيز تجعل من أمامك أسير لكلماتك يعجز عن تخييب ظنك حتى لا يخدش صورته الجميله فى نظرك....
قال الدكتور إبراهيم الفقى :
(( أن هنالك رجل فى دوله أجنبيه خسر كل تجارته و أفلس فبينما هو يمشى حزينا فى الشارع قابل سيده عجوز و أصرت أن تنظر فى كفه لتقرأه , و بعدما أعطاها كفه. نظرت إليه فى دهشه و سرور و صرخت : أنت حفيد نابليون و ستنجح نجاح باهر فى تجارتك و سيكون لديك الكثير من الأموال , فرح الرجل و تغيرت حالته تماما و عاد ليحقق مصيره المقدر فلديه جينات نابليون و هو ناجح بالفطره !!!

ذهب للقاءها و أعطاها الكثير من الأموال فنظرت إليه بإستغراب و قالت من أنت ؟ و لما كل هذه الأموال ؟
قال : أنا حفيد نابليون ,أنت أخبرتينى بذلك يوم كذا , ألا تتذكرينى؟
ضحكت المرأة و أخبرته أن هذا الكلام لا أساس له فهذه العبارات تقولها لكل من يقابلها ليعطيها المال !!!!!!
سبحان الله بكلمه تغير حاله و عاد ليمارس عمله بقوه و إنتعشت تجارته , فكل إنسان يحتاج لعبارات المديح و الدعم لكى يشحن طاقته و ينطلق فى طريقه للنجـاح .....

فالإشاده ببضع صفات من شأنها أن تظهر أجمل و أطيب الأخلاق .
و تغافلى عن صفاته السيئه هو أولى بإصلاح بنفسه , كلنا بشر و لدينا عيوب فلا يحق لأحد منا الحكم على الأخر , ربما ليس بكِ نفس العيب و لكن لديك عيوب أخرى أنتِ أعلم بها و هى أولى بإنشغالك و محاولاتك للتخلص منها .
حين ينشغل كل منا بإصلاح نفسه و معاملة الناس بنفس المعامله التى ينتظر أن يُعامل بها , لن يجد من الوقت ما يري به عيوب الاخرين .
و أخيرا إحرصى على ترك بصمه فى قلب كل من تتعاملين معه بتقديم اليسير ببسمه أو كلمة شكر و تقدير فربما لن تلتق به مجدداً و لكن كلماتك ستكون بمثابة تشجيع و تحفيز يستمر مفعوله مدى الحياه ...
و أخيرا إحرصى على ترك بصمه فى قلب كل من تتعاملين معه بتقديم اليسير ببسمه أو كلمة شكر و تقدير فربما لن تلتق به مجدداً و لكن كلماتك ستكون بمثابة تشجيع و تحفيز يستمر مفعوله مدى الحياه ...
ألقاكن على خير دمتم فى رعايه الله وحفظه
تأليف : أ / نسمة النادى .
من فضلك : لايك لصفحتي علي الفيس بوك من هنا
(1) موسوعة الإعجاز العلمى فى القران الكريم http://kaheel7.com/pdetails.php?id=968&ft=19
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق