لا توجد حياة خالية من الخلافات , فالحياة الوردية حيث كل شئ يسير وفق الخيال و التمنى.
... هى أبعد ما تكون عن الواقع و لا يمكن تطبيقها إلا فى حالة واحده و هى طريقة تخطى و معالجة العقبات بأبسط و أسرع الطرق , في الواقع أغلب الخلافات الزوجية تبدأ بنقاش عن بعض الأمور فيختلف الزوجين فى الرأى ( أمر طبيعى ☺) ثم تبدأ المشكلة حين يتشبث كل منهما برأيه و يتحول الحوار إلى ساحة جدل و عناد فمجرد التصميم على الرأى لا يكفى بل يتطور الأمر إلى الهجوم و النقد للزوج مما يدفعه للتحول لوضع الدفاع و بعد دقائق معدودة ترتفع نسبة الأدرينالين و تنتفخ الوجنتين و يعلو الصوت لدى الزوجين و ينسى كلاهما سبب الخلاف الأساسى و يتحول الشجار إلى ------ كيف تتعامل معى بهذا الأسلوب ؟؟؟
تبدأ المشاكل بشرر من الجدل و إمكانية إنهاء الخلاف فى بدايته أسهل و أبسط من الإسترسال و تضخيم الأمور .......
السبب الحقيقي وراء الغضب :-
أصل الغضب هو إنعكاس لضيق داخلى مكبوت حيث تكون البداية بسبب ضغط عصبى أو نفسى يعانى منه الزوج لكنه يرفض البوح به أو ربما تجاهله عن قصد دون علاج و إستئصال لجذوره الداخليه فيتوهم أنه تخلص من الأمر و عالجه بينما تنمو الجذور فى صمت و تبحث عن متنفس لتخرج به من عمق العقل اللاواعى إلى الواقع
* خطوات لتجنب تطور الحوار إلى مشكله
أحد الحلول المجدية هى تخيل طرف ثالث فى الجلسة , بعد الزواج و مع طول المدة قد تبهت الحواجز و تختفى الأتيكيت و الذوقيات فكلا الزوجين يتعامل على سجيته و مع الوقت يصبح التعامل بإحترام و تقدير مرهون بالتواجد أمام الأهل و فى الأماكن العامة أما فى البيت فتختفى كل ضوابط التعامل و هذا من أقوى أسباب حدوث المشاكل بين الزوجين فالزوجة رقيقة الصوت تتحول إلى بائعة متجولة يُسمع صوتها من بُعد ميل و الزوج راقى الأسلوب يقسو و يعنف.....
و لإعادة بناء أسس التعامل و كيفية تجنب الخلافات يجب أن يستشعر كلا الزوجين و جود طرف ثالث ( يكن له التقدير ) أثناء النقاش لضمان مرور الحوار بسلام و بساطة .
حين يصل الإنسان لدرجة الغضب يستتر العقل و تهاجم العاطفة و قد يتفوه بكلام يندم أشد الندم عليه بعد فوات الأوان فبعض الكلمات تجرح جروح لا يداويها الزمان و لا تشفيها الأدواء , لذلك يجب التعامل بحكمة للتخلص من الشعور بالغضب و الإنفعال ( مع النفس و مع شريك الحياة ) .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
ذكرى نفسك دائما أن الهدف هو علاج شعور زوجك بالضيق و ليس إثبات إدانته
مهما بلغ الخطأ فمشكلتك مع السلوك و ليس من كيان زوجك فنقد السلوك و محاولة تقويمه أمر صحى يضمن البقاء على مشاعر الحب و شعورك بالرضا أما نقد الزوج و سحب الإستحسان أو خلط الأمر بمشاعرك نحوه فهو بداية الإنفصال العاطفى و نشأت فجوة تحول بينكما
لنتفق أن بعض الخلافات قد تنشأ نتيجه خلل فى ميزان الأخذ و العطاء بين الزوجين مثلاً
يرغب أحد الزوجين فى قضاء العطلة مع الأهل بينما يرغب الآخر فى السفر , فكلا الطرفين يحاول إثبات حقه فى الإستمتاع بوقته و يشعر أن إصرار شريكه على رأيه هو عناد و تعدى على حقه , و هنا يجب أن تتحول النظرة من رأى من سينفذ إلى من دوافعه و رغباته أقوى أى يتفهم كلا الزوجين إحتياج الآخر و يتنازل صاحب الرغبة الأضعف لمن لديه أسباب أقوى ☺
حين يشعر الزوجين أن كلا منهما يبحث عن سعادة الآخر و التعامل يتم بمودة دون عناد لا شك أن الحب سوف يقوى لمواجهة أي خلاف 💖
* بدأ الحوار عادى ثم تحول إلى جدل ما الحل ؟؟؟
1 / تحدث الخلافات حين يتحول الصوت الداخلى من نحن إلى الأنا فالإصرار و العناد و فرض الرأى كلها وسائل لإرضاء الذات و لتجنب ذلك يجب أن يتخذ كل طرف من شرع الله و سنه رسوله عليه أفضل الصلاة و السلام مرجع لتسوية أى خلاف دون تعدى أو ظلم للطرف الآخر .
2 / التركيز على أصل الخلاف و تجنب تشتيت الموضوع و الإنشغال بأمور جانبية قد تزيد من تعقيد الموضوع .
3 / ترتيب النقاط التى تودين الإستفسار عنها فعدم ترتيب الكلام يُشعر الزوج بتعقد الأمر و يصعب عليه التواصل معكِ فيدفعه لمزيد من الإنفعال .
4 / كونى واضحة و إستخدمى أبسط و أقل الكلمات التى تعبر عن إحتياجك .
5 / لإنهاء جدال يجب إستخدام العقل و تهميش العاطفة لأن خلط الفكر بالمشاعر قد يحول الغضب من السلوك إلى كُره للشريك ذاته .
6 / حين يحيد الزوج عن السبب الرئيسى للخلاف حاولى إعادته لسبب النقاش بإسلوب هادئ دون إنخراط فى تفاصيل تشتت التركيز و تشعب الموضوع .
7 / أغلب الخلافات تحدث بسبب تباين الأفكار و الموروثات التى تربى عليها كل طرف , و معرفة هذا الأمر و تقبل وجوده يعطى مساحة من التعرف و الإستفسار بدلاً من العناد , فلا يوجد رأى صحيح بنسبة 100 % فى نظر الجميع لذلك فتقبل الرأى الآخر و إحترامه دون هجوم هو سبيل لتجنب الكثير من الجدل
8 / فى حالة تصاعد الأمر يجب التوقف من كلا الزوجين فالإنفعال يولد المزيد من الضغط و قد تصدر قرارات غير عقلانية , فأخذ هدنة و التوقف عن التحدث يعطى كلا الشريكين الفرصة لترتيب أفكاره و مراجعة أولوياته
فترة الهدنة لا تقل عن 24 ساعة , يجمع كل طرف أفكاره و يحدد النقاط التى أثارت غضبه من شريك حياته و للتخلص من هذه المشاعر دون ترك آثر يوجد طريقتين
* الطريقة الأولى : جلسة مصارحة لمدة 20 دقيقة / يتفق الطرفان على إنصات كل منهما للآخر لمدة 10 دقائق دون مقاطعة , و يسرد كل طرف ما يغضبه على هيئة نقاط واضحة دون تفصيل أو مهاجمه ثم يأخذ الطرف الآخر الحق فى الرد و الحديث لمدة 10 دقائق و تنتهى الجلسة بوصول وجهة نظر كل طرف للآخر دون جدال أو إتهام...
* الطريقة الثانية : خطاب عاطفى/
و قد ذكره الدكتور جون جراى و الطريقة أن يقوم كل طرف بكتابت خطاب ثم يتم تبادل الخطابات و كتابة رد مُرضى للشريك و أحياناً قد يكتب كل طرف فى نهاية الخطاب الرد الذى يحب سماعه من شريك حياته ليشعر بالرضا.
و اخيرا اعلمي غاليتي ان تجنب الخلافات يحتاج لكثير من التغافل و حسن الظن فالزواج يحول العلاقة بين شخصين إلى إندماج و إنسجام عاطفى و وجدانى فينصهر كل الشريكين فى كيان واحد , فالزواج هو أقوى رابطة إنسانية تجمع بين شخصين...
تتنوع الأسباب و تبقى النتيجة و المخاوف واحدة , قديكون الحلاف عائد لمشكلات مادية أو سلوكية او حتى مشكلة خاصة بتباين الطباع ما بين الزوجين , دائما ما تكون البداية تعصب أحد الطرفين و إنحيازه لرأيه الخاص و مع أول تصادم بين الزوجين يشتعل فتيل الشجار فالأول يهاجم و الثانى يدافع عن رأيه الخاص و من بدايه بسيطة يتحول النقاش إلى ساحة شجار و منافسة على الفوز فى النزاع على حساب الرابطة الزوجية , و لم يتوقف أحد ليرى عواقب الأمر و آثارة القريبة أو بعيدة المدى !!!الزواج مؤسسة تحتاج للتكامل دون أى عناد أو صراع و تغيير النظرة من الهجوم إلى البحث عن نقطة إتفاق 💑
ألقاكن على خير ☺ دمتم فى رعايه الله و حفظه ♥♥♥.
تأليف : أ / نسمة النادى .
للتواصل معي عبر :- facebook & twitter
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق