السؤال الذى أتعرض له مراراً و تكراراً , أين ذهب الحب ؟
لقد كان مولعاً بى , فلماذا تبلدت مشاعره و تحجر فؤاده ؟
لماذا يعاملنى بقسوة ؟ لقد تغير كثيراً ماذا حدث ؟
و على هذه الشاكلة , تختلف الصيغ لكن الالم واحد و المفقود فى جميع الحالات هو الحب الضائع !!!
و لنفك معاً شفرة هذا اللغز المحير و نعرف حقيقة إختفاء المشاعر و لنشعل جذوتها من جديد أدعوكم لقرآءة الموضوع بهدوء و تمعن ،،،، لا تنسوا إحضار مشروب منعش ☺
((( الفرق بين تجربة الوقوع فى الحب و حالة الحب )))
تجربة الوقوع فى الحب ( فترة ما قبل الزواج ) سواء كانت فى فترة الخطبة أو الملكة , المهم أنها فى الفترة الأولى من التعارف و الإنجذاب وهى تتميز بفيض من المشاعر الجياشة و العاطفة حيث يشعر
.jpg)
أما حالة الحب ( العشرة الحسنة و فهم الطباع ) فهى تطور الحب و بلوغة الصورة الناضجة و الأكثر إستقرار و ثبات للمشاعر و العاطفة ، كما أنها أكثر تماسكاً و تضافر و توافق بين الزوجين ، تنم عن قراءة خفية
لتعبيرات الشريك و فهم لحالته من نظرة ، هو إنسجام تام و ترابط روحى يدفئ النفس و يسكن القلب ، حيث ترتقى المشاعر لتصل لدرجة من الشفافية و التخاطر ليشعر كل طرف بالآم الآخر و يسعد لسعادته ، و هى مرحلة تلى مرحلة الوقوع فى الحب لكن للأسف فى الكثير من حالات الحب تفشل علاقتهم و يموت الحب قبل بلوغ هذه الدرجة من الإندماج العاطفى و الإنسجام الوجدانى بسبب الجهل بمراحل الحب و أهميتها :(
((( متوسط عُمر تجربة الوقوع فى الحب عامان فقط !!! )))

يشعر الطرفان فى هذه الفترة بأجمل المشاعر و العاطفة المتأججة ، لكن الإنشغال بالمشاعر ينسى الكثيرين وجود التناقضات التى لابد منها لإختلاف شخصياتهم و القيم الإجتماعية و الثقافية التى نشأ عليها كل طرف و فى أحسن الحالات نجد على الأقل 10 إختلافات فى السمات الشخصية بين الطرفين و عدم الإنتباه لمثل هذا الأمر و الإستعداد له يهدد و بشكل كبير العلاقة الزوجية و مشاعر الحب بين الطرفين :(
((( التعود يحدث صدام بين الواقع و الخيال )))

و بالدخول فى مرحلة الإعتياد ( بعد فترة وجيزة من الزواج ) تبدأ الإضطرابات و يبدو الأمر كأن جدار الحماية من ورق هش إنهار مع أول عاصفة من الجدال و يأتى السؤال (( هل كانت المشاعر التى تغمر القلب و تزهو بها النفس مجرد سراب ؟؟؟ ))
لا , فمشاعر القبول و الإنجذاب و الحب ليس بسراب بل هى تآلف أرواح و إندماج فكرى و عاطفى لكلا الزوجين ، و لكن ما حدث هو تغير فى صيغة الحب و تحور فى شكله و بلورت تعريف جديد و مختلف لكلا الزوجين ☺
فيخطئ كلا منهما عندما لا يجد ما يتوقعه من شريكه فيظن انه قد توقف عن حبه أو العبارة الشائعة ( الزواج يقتل الحب ) و هى أبعد ما تكون عن الصواب ، لكن ما يبررها هو جهل الكثيرون بأن للحب مراحل يجب أن يتنقل خلالها كى تقوى أواصره و تصمد أمام ضغوط الحياة ، فالتوقف عند مرحلة ( التجربة ) يشبه الإكتفاء بمرحلة الروضة لمن بدت علية علامات النبوغ و كأنه سيحقق النجاح و التفوق دون حاجة للممارسة و التعلم ☺ .
((( من المسؤول عن ضياع الحب ؟؟؟ )))

وحقيقة الأمر أن المسؤولية مشتركة بين الزوجين و لا يوجد طرف جانى و آخر مجنى عليه ، و معرفة الزوجين بإحتياجهما للتحدث و الإعتراف دون جرح أو إساءه بل بالتعبير عن الإستياء أو الشعور بالضيق ( من بعض التصرفات و ليس من الشخص نفسه ) فعقد جلسة اسبوعياً لا تطول مدتها عن 20 دقيقة مع أختيار التوقيت المناسب و ترتيب الأفكار محل النقاش فى نقاط واضحة و إستخدام الأسلوب اللطيف ( الطلب و الرجاء و ليس الهجوم أو الأمر ) مع البدء بالثناء على صفات الشخص الآخر و إظهار العيب بصورة بسيطه و واضحه ، تقى الحب من الضياع و تحمى العلاقة من حدوث فجوة عاطفية أو إنفصال نفسى بين الزوجين لا تظهر أعراضه إلا بعد فوات الآوان بسبب الإهمال و الغفلة :(
((( لا يهم من يبدأ ، فالنتيجة تعود على الجميع ☺ )))
لا يهم من يبدأ بفحص و تقويم العلاقة و إستعادة مشاعر الحب و التناغم من جديد ، و لا وجود لقاعدة ( هو المخطئ و سأنتظره ليتعذر ) فالحياة الزوجية تحتاج لكثير من المرونة فى التعامل و الزوجة الذكية و المؤمنة تدرك قدر المسؤولية و تعلم يقيناً أن كسب حب زوجها و وده سبيل لسعادتها فى الدارين ، كما أنى كثيراً ما أسأل ما الفائدة
التى تعود على الزوجة من العناد أو إهمال زوجها ؟؟؟ تعتقد أنها تعاقبه و تنتظر أن يقدر قيمتها و يعود نادماً لسابق عهده ( العاشق الولهان ) !!!
أفيقى غاليتى و أعلمى أنه قد يتأثر فى البداية ثم سيعتاد على بعدك و لن يفرق معه وجودك أو غيابك ، فسحب الإستحسان و القسوة من أخطر الوسائل التى تستخدمها المرأة لتدمر مشاعر الحب و الإحترام فى قلب زوجها و تحوله من زوج محب إلى زوج منفصل عاطفياً و روحياً عنها يشكو من فراغ و نقص عاطفى و وجدانى ، و تبقى هى فى حالة من الهم و الكدر تحرم نفسها من الشعور بالأُنس و الإنسجام مع شريك حياتها ، فمن المستفيد من هذا الوضع ؟!!!
((( تجديد التجربة و إطالة عمرها ☺ )))

♥ معرفة الشريكين أن الحب لكى ينضج و يثمر فهو يحتاج إلى وعى و مهارة فى معاملة مشاعر الطرف الآخر ، و كذلك بإدراك حقيقة أن تجربة الوقوع فى الحب لن تعيش لأكثر من عامين ، يعنى ضرورة تمديدها بالمخزون العاطفى الكافى لحماية الخزان من النضوب و نفاذ رصيد المشاعر الذى يصيب الكثير بالفشل و الصدام العاطفى :(
♥ حالة الحب هى ترجمة حقيقية لمزيج من المشاعر ( الإحترام / الحب / التقبل / التوافق / تقدير / وعى بإحتياجات الطرف الآخر / حسن الظن ☺ / بعض التغافل عن أخطاء الشريك فلا يوجد شخص بدون عيوب ) .
و أخيراً , إعلمى أن الحياة قصيرة و سنوات العمر تمر كلمح البصر و لا يوجد أجمل من بيت تعمه البهجة و تغمره السعادة و التوافق ، و ثقى بأنه لا يوجد تناقض بين الخلاف و الحب فالإختلافات تقوى الحب و تعزز إستمراره لكن بحسن التصرف و التعامل بذكاء أنثوى دون تعدى أو عناد ، فالحب هدية جميلة و نعمة من الرحمن تدوم لمن يقدرها و يعتنى بها و يحميها ،
جددى نيتك لله فى إستعادة الحب و الوئام ، و أفتحى صفحة جديدة مع زوجك بالحب و المرح و الحنان ، إكسرى روتين حياتك فالملل يخنق الحب و يذهب رونقه ♥♥♥
ألقاكن على خير ☺ دمتم فى رعايه الله و حفظه ♥♥♥.
تأليف : أ / نسمة النادى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق