صنفنا تصرفات الزوج المريبه إلى إحتمالين , الأول هو زوج يحتاج إلى الحب و يتعمد إثارة غيرة الزوجة و آخر يسعى جاهداً لإخفاء أدلة الخيانة الزوجية , و تكلمنا عن أشهر التغيرات التى تطرأ على سلوك الزوج و توضح حقيقة موقفه , و الآن نتحدث عن الخطوة التالية بعد التأكد من موقف الزوج .
((( احضرى كأس من العصير و قطعة من الحلوى المفضلة لديكِ و أعطينى إنتباهك ☺☺☺)))
* فى حالة الزوج الذى يتعمد إثارة غيرة زوجته ليستعيد إهتمامها :-
تصرف الزوج بهذه الطريقة يعكس
حاجته للإهتمام , فمن أهم الأمور التى تثير إستياء الزوج هو توقف الزوجة عن الإهتمام بنفسها و العناية بمظهرها فى المنزل , فالأمر يؤخذ على محمل شخصى بأن إهمالها هو إنعكاس لمكانته عندها و تقصيرها يعنى أن الزوجة توقفت عن محاولة إثارت إعجابه , بينما تجد الزوجة أنه من الطبيعى أن تنشغل بعد الزواج و الإنجاب عن التزين و التودد داخل المنزل !!!

♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
* أما فى حالة الخيانة فيتوقف رد الفعل بناء على عدة عوامل منها :-
الخيانة درجات تتفاوت من حالة لأخرى و بالتالى فرد الفعل يختلف وفقاً للحالة ( الخيانة بالفكر و الخيال , أو العلاقات النسائية , أو المعاكسات , أو الخيانة الإلكترونية , أو مشاهدة المواد الإباحية , أو إقامة علاقة غير شرعية ( الزنا ) , لكل درجة منهم طريقة فى العلاج و تحتاج لذكاء مختلف فى التعامل و البحث عن الدوافع الأساسية إلى هذا السلوك.
يتوقف رد الفعل بعد ندم الزوج و عودته بناء على طبيعة الزوج و حقيقة شخصيته فالزوج الخلوق المحترم لا يتساوى مع الزوج اللئيم صاحب الماضى الزاخر بالعلاقات المشبوهه ، فخطأ الزوج المستقيم هو إنحراف يسهل تقويمه و رده إلى طريق الحق و الفطره السليمه , أما الزوج سليط اللسان قاسى القلب فيصعب المهمه على الزوجه و لكن فى كلا الحالتين , حكمة الزوجة و حرصها على إستقرار بيتها هو القوة التى تحركها للصمود و تخطى هذه الواقعة بأقل خسائر .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
* هل الأمر يستحق فرصة ثانية ؟؟؟

- هل يستحق هذا الزوج إعطاء فرصة أخرى بناء على سماته الأخلاقية و السلوكية ؟
- سلوك الزوج كأب و علاقته بأبناءه , هل هى علاقة سليمه تؤثر إيجابياً عليهم ؟
أم أن غيابه أفضل لما تخلفه سلوكياته من ندوب فى نفوس أبناءه ؟
- مدى إحتياج الزوجة لزوجها , هل لديها القدرة المادية أو الوظيفة التى يمكن الإستعانة بها على متطلبات الحياة ؟
* فى جميع الإحتمالات لابد أن تدرك الزوجة أنها الشخص الوحيد القادر على إتخاذ القرار السليم الذى يتناسب مع حالتها و قدرتها الصحية و النفسية و الإجتماعية و المادية , فى قليل من الحالات يكون الطلاق هو أخف ضرر من البقاء مع زوج يجاهر بالمعاصى و قد ينقل إليها عدوى أمراض أو يدمر نفسية أبناءه .
* و فى الكثير من الحالات وفقاً لمجتمعاتنا العربية و الإسلامية نجد أن الزوج على الرغم من إنحراف سلوكه إلا أنه لازال بداخله الشعور بالخزى و الذنب و الندم فهو يحتاج للشفقة و التقرب و الإحسان و الدعاء ( دون مواجهه ) أو الحزم و وضع الضوابط و شروط التعامل و تحكيم أهل الثقة ( عند المواجهه ) .
x أكبر خطأ ترتكبه الزوجة حين تقف فى منتصف الطريق ( فهى تواجهه لتنفس عن غضبها ثم تأتى برد فعل سلبى لا يتناسب مع هول الفاجعة و تحتفظ بالجزء الأكبر من الغضب داخلياً ) و هنا للأسف توجه رسالة للزوج مفاداها , إصنع ما تحب فأنا لا أبالى لا حقوق لى عندك و لا مشكلة عندى من العيش مع إنسان خائن !!!
و تنتظر بصبر إن يستشعر نبل مشاعرها و قوة صبرها و يجثو على ركبتيه طالب الغفران و السماح ( صدقينى سيطول إنتظارك , فأنت تنازلتى عن حقك كإمرأة و زوجة و أم ) !!!
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
((( قيمى أداءكِ لواجباتك بصدق و إنصاف )))
غالباً ما تشعر الزوجة بعد إكتشافها خيانة الزوج أن الحياة الوردية تحولت إلى هلاك دون سابق إنذار , و كأن حياتها قبل الخيانة كانت تنعم بالسلام و الرغد و لا تشوبها شائبة من خلاف أو كدر ( بالله عليكِ لا تزيدى الأمر سوءاً بإرتداءك نظارة سوداء تضفى على الموقف المزيد من الغموض) .
و لو كانت الحياة بهذه المثالية و التناغم , فلماذا حدثت الخيانة ؟؟؟
أعلم أنه فى كثير من الحالات تبدو الزوجة بريئة و لا تقصير من طرفها ساهم بشكل أو بآخر في خيانة الزوج , و لكن الحقيقة المؤلمة أن بعض الزوجات تعطى لزوجها التصريح الضمنى بالإساءه إليها و تجاهل حقوقها بل و تزيل حاجز التقدير و الإحترام بضعف شخصيتها و جهلها بقدرها !
♥ كونى صادقة و صريحة فى تقييمك لواقع علاقتك بزوجك , فالخيانة خطوة متأخرة جاءت بعد الكثير من الأفكار و الخواطر المتذبذبة الحائرة و غالباً ما تظهر بوادر لهذا الداء على سلوكيات الزوج و عاداته قبل فترة ليست باليسيرة حتى تجرأ على هذا الصنيع .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
((( موت الثقة لا يعنى الإنفصال )))
لا شك أن الخيانة تعنى موت الثقة فى الزوج , و لكن بإعتبار أن الحياة الزوجية تقوم على مجموعة من العوامل و الروابط يمكن أن تستمر الحياة بباقى الجوانب النفسية و الإجتماعية ( مع غياب الثقة ) . يمكن تخيل الثقة كفرد عزيز قد وافته المنيه فعلى الرغم من الحزن على فراقة إلا أن الحياة تستمر بدونه , لذلك يمكن أن تستمر الحياة الزوجية بل و تتحسن العلاقة حتى مع غياب عنصر الثقة .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
((( إحرصى على الفوز فى الحرب الباردة )))
فى حالة الخيانة الزوجية غالباً ما تعانى الزوجة الأمرين فالصدمة الأولى تتمثل فى خيانة الزوج و كسر حاجز الثقة و فقدان الأمان و الثانى الخوف من شبح الطلاق و هدم عش الزوجية .

و من هنا تبدأ الزوجة تتعامل بشك و غيرة تحول حياتها لجحيم من التوتر و الظنون مما يدفع الزوج لتوخى الحذر لأسبوع أو إثنين ثم يعود لعلاقاته المحرمة و لكن بطريقة أكثر إحترافيه .
و حالة الزومبى ( أقصد الزوجة التى آثرت الموت البطئ ) تتدهور من سئ إلى أسوء حتى تنتهى الدراما بطلاقها , بينما يعيش الزوج الخائن حالة من الرومانسية و الحياة الحالمة مع عشيقته :(
..................................................
لنخرج من المشهد و نعيد كتابة السيناريو فيما يجب أن تكون عليه الأمور بعيداً عن الحبكة الفنية و إثارة المشاعر , لماذا يجب أن تعانى الزوجة إلى النهاية ؟
و كيف تحيا العشيقة ( خطافة الرجالة ) الحياة التى تعبت الزوجة و سعت بكل ما أوتيت من صحة و جهد و مال لبناءها ؟؟؟
أتريدون الإجابة الحقيقية أم التعاطف و مصمصة الشفاة ؟؟؟
الحقيقة أن الزوجة المكلومة تساهم بقدر كبير فى محو ما تبقى من أطلال المشاعر فى قلب الزوج الخائن , فهى تتقبل الصدمة بالعاطفة و تتعامل بالعاطفة و بالتالى رد الفعل هو شحنة من العاطفة إنفجرت من قلب مجروح و كيان محطم فخرجت الكلمات كالسهام المسمومة تقتل كل ندم أو تعاطف لدى الزوج فهى بذلك تدفع زوجها بمنتهى البساطة إلى عشيقته .
أما العشيقة فهى تستخدم العقل ثم العقل ثم العقل فتربح ( على الأقل فيما يتعلق بقلب و مشاعر الرجل محط النزاع ) !!!
♥ الحرب العاطفية فن لا تتقن اللعب على أوتاره و تسخيره لتحقيق الهدف سوى النساء , و فى حالة وجود إمرأة أخرى فى حياة الرجل و على الرغم من قوة موقف الزوجة و صلحياتها لدى الزوج إلا أنها حين تحكم العاطفة تخسر هذه الحرب الباردة :(
♥ و الزوجة التى تسعى بصدق للحفاظ على زوجها و بيتها لابد أن تنحى العاطفة جانباً و تجمد مشاعرها و تُعمل العقل و تحكم الفكر بذكاء و دهاء الأنثى , فالأمر أشبه بمنافسة بين طرفين يستخدمن لغات و أساليب مختلفة و البقاء للأقوى .

♥ حين تنظر الزوجة من منظور ضيق و لا تراعى سوى كرامتها التى جُرحت فإنها قد تخسر كل شئ , لكن لو غيرنا المعايير و نظرنا للأمر بمنظور أكثر حكمة و عقلانية نجد أن بُعد زوجها عنها و إنجذابه لإمرأة أخرى هو إهانة لأنوثتها و ظلم لأبناءها بحرمانهم من والدهم فستستيقظ الأنثى الخاملة بداخلها.
♥ و أنا على يقين أنه لا توجد زوجة تخسر اللعبة حين تنظر للأمر على أنه دفاع عن حق تحاول لعوب سرقته عنوة , بل و أضف إلى ذلك ما للزوجة من سلطة و قدرة و معرفة زمنية بخصال الزوج و طرق جذبه من الزلل , فقط لو أعملت العقل و جنبت العاطفة فهى صاحبة الحق و المسؤولة عن وضع الأمور فى نصابها الصحيح .
♥ و أنا على يقين أنه لا توجد زوجة تخسر اللعبة حين تنظر للأمر على أنه دفاع عن حق تحاول لعوب سرقته عنوة , بل و أضف إلى ذلك ما للزوجة من سلطة و قدرة و معرفة زمنية بخصال الزوج و طرق جذبه من الزلل , فقط لو أعملت العقل و جنبت العاطفة فهى صاحبة الحق و المسؤولة عن وضع الأمور فى نصابها الصحيح .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
((( بداية حياة جديدة أكثر سعادة و تفاهم )))

♥ أول خطوة تقوم بها الزوجة الذكية بعدما تصدق مع نفسها و تقيم علاقتها مع زوجها و مدى تقصيرها تجاهه , أن ضع خطة زمنية تسعى خلالها لإشباع إحتياجات زوجها بلغة الحب التى يستخدمها .
♥ بعدما ترفع الزوجة رصيدها العاطفى و الوجدانى لدى الزوج و تجذبه من جديد إلى كنف محبتها و عنايتها , تصبح فى موقف قوة و تعيد إشعال جذوة الحب من جديد فى قلب الزوج و مع متابعة خفيه لتصرفات الزوج تستطيع أن تدرك هل ما فعله نزوة ( تاب منها و ندم ) ؟ و إنتهت بإصلاح العلاقة الزوجية و ترميمها ( و هنا لا أنصحها بالمواجهه حتى لا تهدم ما بنته من محبه و تكسر حاجز الإحترام و تدفع الزوج للظنون و العناد , بل تحتفظ بالأدلة فى حالة تكرار هذا السلوك المشين ) .
أما فى حالة إستمرار الزوج فى خيانته فيتوجب عليها أن تواجهه بالبراهين الواضحة و تتخذ رد فعل قوى و تحكم أهل الثقة و التقدير من أهلة أو أهلها و تطلب الطلاق ( مجرد تهديد ظاهرى ) فالزوج يخشى خسارة بيته و زوجته و الحرمان من عائلته مقابل علاقة محرمة يعلم يقيناً أنها لا تستحق .
♥ الخيانة قد تكون هى الدواء المُر الذى يداوى نفس كل زوجة حصرت الحياة كلها فى زوج تحيا و تموت لأجله بل و تهدر طاقتها و تفنى شبابها من أجل رضاه على حساب دينها و نفسها و أهلها , فى كثير من الحالات تتغير شخصية الزوجة 180 درجة للأفضل و تعود إلى كيانها المنسى فى ظل حب أعمى بلا قيود أو ضوابط و العجيب أنه غالباً ما تحظى شخصيتها الجديدة بالإعجاب و الإطراء من الجميع خصوصاً الزوج ☺!!!
♥ و هنا يمكن للزوجة أن تملى شروطها بل و تستغل إنكسار الزوج و محاولته كسب رضاها فى تقويم سلوكياته السلبيه , لأن شعور الزوج بالندم و الخوف يدفعه لفعل كل ما يثبت إستقامته و يقطع كل شك قد يساير الزوجة تجاهه كما أنه يسعى لتعويض الزوجة مقابل أن تسامحه و تعود لسابق عهدها ( فترة الإنسجام و التناغم التى ملأت خزان الحب لديه ) لأن المعاملة الذكية من الزوجة تجعل الزوج يعتاد بل و يدمن جو الألفه و السكن الأسرى و بالتالى فالحرمان من جرعات الحنان و الحب بالإضافة إلى الشعور بالذنب و الإساءه تبرمج عقل الزوج اللا واعى على الربط بين خيانته و بين الحرمان من الإستقرار الأسرى فيحدث رابط ألم نفسى كلما خطرة الفكرة بعقله , و النفس البشرية تتجنب كل فعل يسبب لها الشعور بالألم ( يعنى تأديب و مصل وقاية ☺) .
♥ تفتقر الكثير من البيوت إلى الصراحة ما بين الزوجين , و كل طرف يظهر الرضا و يدعى الإنسجام حتى لا يتسبب فى إحباط الطرف الآخر , و مع كثرة التراكمات و تمثيل السعادة التى تخفى الكثير من الحرمان و النقص ينشأ لدى الزوج الدافع العميق للرغبة فى البحث عن بديل و كأن زوجته لا تصلح لأداء دور الأنثى الكامنة فى مخيلته !!!
و بعد كشف الستار عن جريمة الخيانة يخرج الزوج ما فى أعماق قلبه ليدافع عن نفسه , و يمكن إستغلال هذه الجلسة ليتحدث كلا الزوجين بشفافية عما ينقصه و يفتقده من شريكه .
♥ لا أؤيد طول فترة النزاع أو الخصام بين الزوجين إلا فى هذه الحالة , فالخيانة شرخ كبير فى صرح العلاقة الزوجية لا ينبغى أن يمر الأمر دون فترة من الخوف و القلق تنتاب الزوج و تشعره بعظم صنيعه .
♥ بعد الوصول إلى العلاقة المستقرة مع الزوج يجب أن تظهر الزوجة الثقة بالزوج ( حتى و إن كان ظاهرياً ) مع إستخدام التعزيز الإيجابى و تحفيز القيم السليمة ( مثل الإخلاص و الوفاء و التقدير ) لدى الزوج لتساعده على التخلص من أى خاطرة تهدم هذه الصورة الطيبة .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
و أخيراً اعلمى أختى الغالية أن بيتك هو مملكتك التى تستحق منكِ الدفاع عنها بكل قوة و حزم , و خيانة الزوج هى حدث جلل و لكن لو كان الطلاق هو الحل الوحيد لتفككت الكثير من الأسر , فالأمر يحتاج لنظرة أكثر وعى و حكمة مع أختيار أخف الضررين ما بين الإستمرار و العلاج ( بوضع ضوابط و شروط مع الدعاء و حسن المعاملة ) أو الإنفصال إذا وصل الأمر للإيذاء البدنى و النفسى للزوجة و الأبناء .
الخيانة كأى نبتة متطفلة تبدأ ضعيفة و تكبر مع الإهمال حتى تقضى على أجمل الزهور , و الزوجة الذكية هى من تجيد إقتلاع الحشائش الضارة أول بأول بدل من البكاء و النحيب , فهى تحيط زوجها بسياج من الحب و الإحترام و الثقة و المتابعة .
فالمرأة قوية بذكاءها الأنثوى بل و تثبت عقلية المرأة و قوتها حين تحارب من أجل حماية زوجها من الإنحراف فى طريق المعصية و العذاب فى الدنيا و الآخرة .
فالحكمة و الذكاء و رباطة الجأش هو ما تحتاجه الزوجة فى هذه المرحلة , أسأل الله أن يعافى بيوت المسلمين من هذا الداء المدمر و يديم الود و الإخلاص بين كل زوجين ☺
ألقاكن على خير ☺ دمتم فى رعايه الله و حفظه ♥♥♥.
تأليف : أ / نسمة النادى .
للتواصل معي عبر :- facebook & twitter
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق