دخل رجل مع أطفاله الصغار فى وسيلة مواصلات و بينما يثير الأطفال الضجة فى المكان يجلس الأب شارد الذهن غير مهتم بما يدور حولة من جلبة , حتى شعر الركاب بالضيق من سلبية الأب أمام شغب أبناءه فأقبل أحدهم فى غضب و طالب الأب بإسكات أبناءه , و أجابة الأب المكلوم بالإعتذار لأن والدتهم قد توفت من ثلاث ساعات و هو لا يزال تحت تأثير الصدمة و لا يعرف يتعامل مع الأمر !!!
هنا يتبدل شعور الركاب من السخط إلى التعاطف مع الأب و الأبناء .
هذه القصة سمعتها منذ فترة طويلة لكنها وضحت لى ببساطة كيف يمكن لمن يحكم على ظاهر الأمر أن يخطئ بل و قد يظلم فى حكمه و يتصرف بطريقة يندم عليها حينما ينكشف النقاب عن الحقائق ....
بداخل أغوار النفس أسرار و خبايا قد يعجز صاحبها نفسه عن تفسيرها . قد تجدين إمرأة تتعامل ببرود و هدوء مُريب فيظنه البعض كبر و غطرسة و لا يدرون أن خلفها من الضغوط و المسؤليات ما أفقدها صوابها , و هناك من تضحك حتى يظنها الرائى لم تتحمل هم قط و حقيقة الأمر أن أعصابها تخدرت من كثرة الصدامات التى مرت بها حتى باتت لا ترى من مصائب الدنيا ما يفوق ما تحملته من الآم فتبلدت مشاعرها و تجمدت , و أخرى تتكلم و تثرثر لتخفى شعورها بالوحدة و الخوف !!!.
الأحداث اليومية قد تحمل مجريات تخترق كل نظم الترتيب و التوقع و تصيب الإنساس بموجة من الإضطراب و التخبط تجعله يفقد القدره على الفصل بين ما يعانيه و بين تعامله مع الآخرين , فالحياة تفاجأنا دائماً بأمور لا تخطر على البال و كل منا يحتاج للدعم النفسى و الشعور بالأمان مع المحيطين به و أبسط صور الأمان هى تقديم حسن الظن و أخذ التصرفات على محمل خير .
♥ ما أجمل الصبر و التفكر قبل الشروع فى الحكم على الأخرين ؟!
كثيراً ما تبني الظنون السيئة جدران من البعد و تجعل العلاقات يشوبها الشك و الضغينة , بعض الناس لا يرى سوى القشرة الخارجية فالنظر لظاهر الأمور يعطى دائما صورة مزيفة عن الحقيقة التى تحملها القلوب و تخفيها النفوس . فلنقدم حسن الظن و نلتمس الأعذار للآخرين فالحياة بحسن الظن أجمل ☺.
ألقاكن على خير ☺ دمتم فى رعايه الله و حفظه ♥♥♥
تأليف : أ / نسمة النادى .
للتواصل معي عبر :- facebook & twitter
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق